في مُهبط الوحيُ أرض المعراج

أُخَيَّ أَجِبني: هَلْ تُرَى أَنْتَ سامِعُ
فإِنَّ شِكاتي ما لَهَا ما يُضارِعُ
أُخَيَّ تَأَمَّلْ هَلْ تَرَى بَعْضَ أُمَّةٍ
تُطِلُّ على الأَوْطانِ وهي نَوازِعُ
نَبيتُ بلا مأْوى ودارٌ لَنَا هُنا
عَلَى بُعْدِ أَمْتارٍ وفيها الوَدائِعُ
وَنَطوي لَيَالٍ والبلادُ خصيبةٌ
يَجولُ بها مِنْ خَصْمِنا اليومَ زارِعُ
نَبيتُ على ذِكْرَى ليافا حبيبةٍ
ونَحْلُمُ في حَيْفا وفيها المرابِعُ
شَكَوْنا نُضوبَ الضَّرْعِ والأَرْضُ حَوْلَنا
وَقَدْ مُلِئَتْ بالسَّارحينَ المراتِعُ
أُخَيَّ لنا في مهبطِ الوَحْيِ مَنْزِلٌ
قُلوبُ البَرَايا نَحْوَهُ تَتَدافَعُ
تَنوءُ القوافي عِنْدَ تَبيانِ فَضْلِهِ
كما يَسْبَحُ الغَرقانُ والبَحْرُ واسِعُ
وَلَكنَّ في الأَحْناءِ لحناً مُرَدَّداً
على شَفَتِي والقَلْبُ مِنِّ سامِعُ
فَمَجْدُ بلادي كانَ يَنْظمُ للوَرَى
قَصائدَ تَبْقَى كُلُّهُنَّ رَوائعُ
يُرَدِّدُ معناها الزَّمانُ مُرَنِّماً
وُكُلُّ جميلٍ حين يُذْكَرُ رائعُ
فلسطينُ يا أَرْضَ البطولةِ والوفا
خُذِينا فإِنَّا للوَغَى نتَدافَعُ
سَنَمْضِي لِصَوْنِ الحَقِّ والعَدْلِ نُزَّعاً
بِعَزْمٍ؛ فإِنا للمَنايا نُصارِعُ
ولا يَخْدَعَنَّا الماكرونَ وقَوْلُهم
فإنَّ ابتسامَ الماكرينَ مَصارِعُ